تقوم النظرية البنائية ومنظومة التفكير على فكرة أن المعلومات التي يتعلمها الطالب يجب أن تكون مترابطة بشكل وثيق مع المعرفة السابقة، يعني ذلك أن الخبرات التعليمية الجديدة يجب أن تتماشى وتعتمد على الخبرات السابقة التي اكتسبها الطالب، فالمعرفة الحقيقية هي تلك التي يقوم الطالب ببنائها داخل عقله، وذلك بالاعتماد على المعرفة السابقة التي يمتلكها، ولا يمكن للطالب أن يفهم ويستوعب المعارف الجديدة؛ إلا إذا دمجت بشكل متكامل مع المعرفة السابقة.
كيف يحدث التعلم في النظرية البنائية؟
في النظرية البنائية ومنظومة التفكير يتم تفسير التعلم على أنه عملية بناء المعرفة والفهم؛ من خلال تفاعل الفرد مع بيئته وتجاربه الشخصية، يعتقد أن التعلم يحدث من خلال عملية بناء معرفي تستند إلى تفاعل الفرد مع المعلومات الجديدة، وربطها بالمعرفة والخبرات السابقة التي يمتلكها.
وفقًا للنظرية البنائية، يتم تعزيز التعلم من خلال تجارب التفاعل النشطة، والمشاركة الفعالة للفرد مع المحتوى التعليمي، يتم تشجيع الطلاب على بناء مفاهيمهم الخاصة، وتطوير فهمهم الفردي؛ من خلال المشاركة في أنشطة تعليمية تشمل الاستكشاف، والتجربة والتفاعل مع البيئة المحيطة.
علاوة على ذلك، تلعب الدعم والتوجيه الفعال من قبل المعلم دورًا هامًا في عملية التعلم في النظرية البنائية، يقوم المعلم بتوفير بيئة تعليمية مناسبة وتحفيزية، وتوجيه الطلاب في استكشاف المواضيع والمفاهيم وتوجيههم في عملية بناء المعرفة الجديدة.
من أفكار النظرية البنائية؟
النظرية البنائية للتعلم، المعروفة أيضًا بالبنية المعرفية أو البنائية، تشمل عددًا من الأفكار الرئيسية التي تشكل أساسها، إليك بعض أفكار النظرية البنائية:
-
المعرفة المسبقة
تشدد النظرية البنائية ومنظومة التفكيرعلى أهمية المعرفة المسبقة التي يحملها الفرد وتأثيرها في عملية التعلم الجديدة، يعتبر الفرد كمصنع نشط للمعرفة؛ حيث يبني وينظم المعلومات الجديدة استنادًا إلى المعرفة والخبرات السابقة.
-
البناء والتنظيم
تتطلب النظرية البنائية من المتعلم أن يبني وينظم المعرفة الجديدة، وفقًا للمفاهيم والأفكار السابقة التي يمتلكها، يتم تكوين هذه المعرفة؛ من خلال عملية تنظيم المعلومات والترابط بينها بطريقة ذات معنى وهيكل.
-
الدور النشط للمتعلم
تعتبر النظرية البنائية المتعلم شريكًا نشطًا في عملية التعلم، يشارك المتعلم في بناء المعرفة الجديدة؛ من خلال التفاعل مع المحتوى التعليمي، والمشاركة في أنشطة تفاعلية تشجعه على استكشاف واكتشاف المفاهيم والعلاقات.
-
الأهمية الاجتماعية
تركز النظرية البنائية على الأهمية الكبيرة للتفاعل الاجتماعي والتعاون في عملية التعلم، يعتبر التفاعل مع الآخرين والمشاركة في النقاشات والأنشطة الجماعية أداة قوية؛ لبناء المعرفة الجديدة، وتعزيز الفهم.
-
الدور الحيوي للمعلم
يلعب المعلم دورًا حاسمًا في عملية التعلم وفقًا للنظرية البنائية، يقوم المعلم بتوجيه الطلاب وتوفير بيئة تعليمية مناسبة ومحفزة، وتقديم الدعم اللازم للتعلم النشط، وتنمية المفاهيم الفردية لدى الطلاب.
مبادئ النظرية البنائية ومنظومة التفكير
تعتمد القديم على مجموعة من المبادئ الأساسية التي تشمل:
- هدف تعليمي أساسي يتمثل في بناء المعرفة وفهمها.
- يُعتبر العملية العقلية للتفكير نشاطًا بنائيًا يسمح للطالب ببناء معرفته الخاصة.
- تعد النظرية البنائية نظامًا موجهًا يمكن الطلاب من تطوير أساليبهم في حل المشكلات.
- تقدم النظرية البنائية بدائل مفاهيمية وروابط للطلاب تساعدهم في إيجاد معنى للمعلومات الجديدة، وتقدمها بشكل متكامل.
- يعتمد فهم الطالب للمعرفة التي يتعلمها في السياقات التعليمية على واقعيتها وتمثيليتها؛ حيث يحتاج إلى فهمها بشكل صحيح من خلال ربطها بالمعرفة السابقة.
- إذا كانت غير واقعية قد يحدث سوء فهم.
التفكير الخطي والتفكير المنظومي
يمكن تصنيف التفكير إلى التفكير الخطي والتفكير المنظومي:
- التفكير الخطي يشير إلى قدرة الفرد على التعامل مع المفاهيم والموضوعات بشكل تسلسلي أفقيًا أو رأسيًا، وفهم العلاقات المترابطة بين تلك المفاهيم.
- بينما يعبر التفكير المنظومي عن قدرة الفرد على التعامل مع المفاهيم والموضوعات؛ من خلال نظم تظهر فيها كافة العلاقات الأفقية والرأسية والدائرية التي تربط تلك المفاهيم ببعضها البعض، وتشكل نمطًا من خرائط المفاهيم.
أهداف التفكير المنظومي
استكمالًا لبحثك عن النظرية البنائية ومنظومة التفكير، سنتناول معًا أهداف التفكير المنظومي؛ حيث يهدف التفكير المنظومي إلى تحقيق ما يلي:
- النظرة الشاملة للمعرفة؛ من خلال ربط مكوناتها بشكل منسق لإعطاء معنى التكامل للمعرفة.
- فهم العلاقات المفاهيمية المترابطة التي تشكل صورة شاملة للموضوع المراد تعلمه.
- تنمية قدرة الطالب على تحليل المعرفة والمعلومات التي يتعلمها في السياقات التعليمية إلى مكوناتها الفرعية، مما يسهل على الطالب ربطها.
- ربط عناصر المعرفة ببعضها البعض؛ لتشكيل نظام يعطي فكرة عامة عن الموضوع.
- تتطلب النظم العلمية والتربوية فهمًا وإدراكًا يستندان إلى التفكير الشامل والمتكامل للمعرفة.
- يساعد التفكير المنظومي الطلاب على تنمية قدراتهم الإبداعية؛ من خلال توليد حلول متميزة وجديدة للمشكلات المطروحة.
مهارات التفكير المنظومي
مهارات التفكير المنظومي تتطلب من الطلاب امتلاك مجموعة من المهارات الأدائية الأساسية، تشمل هذه المهارات:
-
تحديد الموضوع بصورة شاملة
يجب على الطلاب أن يكونوا قادرين على فهم وتحديد الموضوع بشكل شامل وعام.
-
تحليل المعرفة المنظومية
يجب على الطلاب أن يكونوا قادرين على تحليل المعرفة غير الخطية إلى مكونات فرعية وفهم العلاقات بينها.
-
تحديد العلاقات التبادلية
يجب على الطلاب أن يكونوا قادرين على تحديد العلاقات الرابطة بين عناصر المعرفة في الموضوع المدروس.
-
تحديد تأثير كل عنصر من عناصر المعرفة
يجب على الطلاب أن يكونوا قادرين على تحديد تأثير كل عنصر من عناصر المعرفة وتحديد اتجاه تأثيره.
-
إيجاد علاقات إبداعية
يجب على الطلاب أن يكونوا قادرين على إيجاد علاقات إبداعية تشكل منظومة متكاملة، وتشكل خريطة مفاهيمية ذات معنى.
خطوات التفكير المنظومي
عملية التفكير المنظومي تشمل عددًا من الخطوات التي يجب اتباعها، تشمل هذه الخطوات:
-
دراسة الموضوع العلمي
يجب أن يتم دراسة الموضوع بشكل يدل على فهم ووعي من قبل الطلاب.
-
تحليل الموضوع إلى مكوناته الأساسية
يجب تحليل الموضوع إلى مكوناته الأساسية وفهم كل مكون على حدة.
-
توضيح الروابط والعلاقات
يجب توضيح الروابط والعلاقات بين المكونات الأساسية للموضوع وفهم كيفية ترابطها.
-
تحديد تأثير العناصر
يجب تحديد تأثير كل عنصر من عناصر الموضوع وفهم كيفية تأثيره.
-
التركيز على التسلسل الهرمي
يجب التركيز على ترتيب المكونات من العموم إلى الخصوصية، وتوضيح بعض الأمثلة للمكونات الأساسية.
-
التدقيق ومعالجة الفجوات
يجب التدقيق في المنظومة ومكوناتها ومعالجة أي فجوات أو نقاط ضعف قد تظهر.
-
ربط المنظومة المعرفية بمنظومات أخرى
يجب ربط المنظومة المعرفية بمنظومات أخرى؛ لتحقيق تكامل المعرفة وإبراز الصور، مهارات التفكير المنظومي تتطلب من الطلاب امتلاك مجموعة من المهارات الأدائية الأساسية:
تشمل هذه المهارات
-
تحديد الموضوع بصورة شاملة
يتعين على الطلاب أن يكونوا قادرين على تحديد الموضوع بشكل شامل وشمولي.
-
تحليل المعرفة المنظومية
يتطلب من الطلاب تحليل المعرفة المعقدة وغير الخطية إلى مكوناتها الفرعية المفهومة.
-
تحديد العلاقات التبادلية
يجب على الطلاب تحديد العلاقات التبادلية بين عناصر المعرفة المختلفة في الموضوع.
-
تحديد تأثير كل عنصر من عناصر المعرفة
يتعين على الطلاب تحديد تأثير كل عنصر من عناصر المعرفة وفهم اتجاه تأثيره.
-
إيجاد علاقات إبداعية
يتعين على الطلاب إيجاد علاقات إبداعية تشكل منظومة متكاملة، وتشكل خريطة مفاهيمية ذات معنى.
النشاطات التعليمية ومهارات التفكير
عملية التفكير المنظومي تتضمن سلسلة من الخطوات التي يجب اتباعها، وتشمل هذه الخطوات:
-
دراسة الموضوع العلمي
يتعين على الطلاب دراسة الموضوع بشكل يدل على فهمه ووعيه.
-
تحليل الموضوع إلى مكوناته الأساسية
يتطلب من الطلاب تحليل الموضوع إلى مكوناته الأساسية، وفهم كل مكون على حدة.
-
توضيح الروابط والعلاقات
يتعين على الطلاب توضيح الروابط والعلاقات المرتبطة بين المكونات الأساسية للموضوع.
-
تحديد تأثير العناصر
يجب على الطلاب تحديد تأثير كل عنصر من عناصر الموضوع وفهم اتجاه تأثيره.
-
التركيز على التسلسل الهرمي
يجب التركيز على ترتيب المكونات من العموم إلى الخصوصية، وتقديم أمثلة متنوعة لبعض المكونات الأساسية التي تحتاج إلى توضيح.
-
التدقيق في المنظومة ومكوناتها
يتعين على الطلاب التدقيق في المنظومة ومكوناتها؛ لتحديد أي فجوات قد تكون موجودة ومعالجتها.
-
ربط المنظومة المعرفية بمنظومات أخرى
يجب ربط المنظومة المعرفية بمنظومات أخرى؛ لتحقيق تكامل المعرفة وإظهار الصورة الشمولية.
تنمية المفاهيم العلمية
تهدف استراتيجية تنمية المفاهيم العلمية إلى تقييم مستوى نمو المفاهيم العلمية لدى الطلاب، وتشجيعهم على اكتشاف علاقات جديدة بين المفاهيم أثناء تنظيم كمية كبيرة من المعلومات، تعمل هذه الاستراتيجية عمومًا على تنمية النقاط التالية:
- تعزيز الانفتاح والمرونة في عمليات التفكير.
- تنمية هيكل معرفي لتنظيم المعلومات.
- تنظيم وإعادة تنظيم المعلومات المستقبلية.
تعريف التفكير الإبداعي
يُعرف التفكير الإبداعي بأنه عملية تنسيق تشمل تكوين فرضيات استنادًا إلى مجموعة متنوعة من المتغيرات، مثل: التجريد، والتعميم، والتصنيف، والتي تؤثر على سلوك الفرد.
ويمكن أيضًا تعريفه بأنه عملية كيميائية وعصبية ونفسية متداخلة ومتلازمة تحدث للفرد عندما يتعرض لتجربة جديدة؛ حيث يدمج هذه التجربة مع المعرفة السابقة لديه ليتمكن من مواجهة المعلومات الحالية والمستقبلية.
ويرى العديد من الباحثين أن التفكير الإبداعي ينتج حلولًا أو أفكارًا تخرج عن الإطار المعرفي الحالي للفرد، أو عن المعلومات السائدة في البيئة؛ بهدف إحداث أفكار جديدة، ويتفق العديد من أهل التربية وعلم النفس على أن التفكير الإبداعي هو نمط من التفكير يتسم بالابتكار، ويختلف عن التفكير التقليدي الذي يتميز بتكرار أفكار وآراء الآخرين.
طبيعة التفكير الإبداعي
ويتميز هذا النوع من التفكير، بأنه يمثل نمطًا مفتوحًا لإنتاج أفكار فريدة تتمتع بالأصالة والتنوع والثراء، كما يمثل نشاطًا عقليًا ينطلق من مشكلة تثير انتباه الطلاب ويمكنهم من توليد أفكار غير تقليدية ومبهرة للجميع وتثير إعجابهم، ولا يقتصر هذا التفكير على أي طريقة روتينية محددة، بل يكون استجابة لمثير أو موقف محدد، ويتميز الإبداع بإنتاج أفكار مبتكرة وأصيلة، أو تنوع المفاهيم العلمية تهدف إلى تطوير وتعزيز فهم الطلاب للمفاهيم العلمية.
تعمل هذه الاستراتيجية على تقييم مستوى تطور المفاهيم العلمية للطلاب وتشجيعهم على اكتشاف علاقات جديدة بين المفاهيم في سياق تنظيم كمية كبيرة من المعلومات، تُعزز هذه الاستراتيجية بناء القدرات التالية:
- تعزيز الانفتاح والمرونة في عمليات التفكير.
- تطوير هيكل معرفي لتنظيم المعلومات.
- تنظيم وإعادة تنظيم المعلومات المستقبلية.
يمكن تعريف التفكير الإبداعي على أنه: عملية تشمل تنسيق تكوين فرضيات استنادًا إلى مجموعة متنوعة من المتغيرات، مثل: التجريد، والتعميم، والتصنيف، يتأثر هذا النوع من التفكير بتفاعلات كيميائية، وعصبية، ونفسية، مترابطة تحدث للفرد عند تعرضه لتجارب جديدة، يتم دمج هذه التجارب مع المعرفة السابقة للفرد؛ لتمكينه من مواجهة المعلومات الحالية والمستقبلية.
الفرق بين التفكير ومهارات التفكير
التفكير ومهارات التفكير تختلفان في العديد من الجوانب، التفكير هو العملية التي يتم من خلالها تكوين الأفكار وتطويرها، ويشمل الإدراك والخبرات السابقة التي تمكننا من إضفاء معانى ومفاهيم واضحة على تلك الخبرات، أما مهارات التفكير، فتتجلى في العمليات التي نستخدمها لمعالجة المعلومات، مثل: تحديد المشكلات، ووضع الافتراضات، وتقييم الخطوات والنتائج.
مكونات التفكير الإبداعي
يتألف التفكير الإبداعي من ثلاث مكونات أساسية:
- العمليات العقلية المعقدة التي تشمل حل المشكلات والإدراك والتطبيق والاستدلال، وتتطلب مستوى أعلى من التعقيد.
- عمليات تحليل المحتوى لفهم المواد والمواضيع.
- الاستعدادات والعوامل الشخصية، والتي تشمل الاتجاهات والميول والموضوعية.
المصادر والمرجع
سوف تحصل على جميع المعلومات وهذا يجب الضغط على هذه الرابط Constructivist theory and system of thinking
في الختام، تعتبر النظرية البنائية ومنظومة التفكير أحد الأسس الأساسية التي تهتم بتوجهات علم الاجتماع، وتعد مصدرًا رئيسيًا ومهمًا لسياسة علم الاجتماع؛ حيث يدرس هذا العلم العديد من الأفراد في حياتهم، نحن مؤسسة اتقان للخدمات الأكاديمية، لدينا فريق عمل متخصص يقدم لك المساعدة، كل ما عليك التواصل معنا عبر الواتساب.