الفرق بين الطفولة والمراهقة

النمو عبارة عن سلسلة متتابعة ومتماسكة من التغيرات التي تهدف جميعها إلى تحقيق هدف واحد، وهو اكتمال النضج، إن عملية النمو تعتبر عملية مستمرة في حياة الإنسان، إذ تعنى الحياة بالتجربة المستمرة والتطور، مما دفعنا إلى تقديم معلومات حول الفرق بين الطفولة والمراهقة، وفي الحقيقة يكمن معنى الحياة في النشاط والحركة، فالنمو هو عملية تتقدم وتتجه نحو تحقيق الهدف الضمني، وهو النضج، وهذا يعني أن التغيرات تحدث في الاتجاه الإيجابي ولا تعود إلى الوراء.

مظهر النمو

هناك جوانب مختلفة للنمو تتعلق بالمظهر الخارجي للفرد والتغيرات التي تحدث فيه، ومن هذه الجوانب ما يلي:

يُعرف النمو التكويني بأنه النمو الذي يحدث في جسم الطفل بما في ذلك الطول، والعرض، والوزن، والتكوين، يحدث النمو الجسمي بشكل عام في مظهر الطفل الخارجي، ويشمل النمو الداخلي للأعضاء المختلفة في جسمه.

يشير النمو الوظيفي إلى تطور الوظائف الجسمية، والعقلية، والاجتماعية التي تساعد الطفل على التكيف مع تغيرات حياته وتوسع بيئته، يتطور الطفل في مختلف جوانب حياته ليتناسب مع متطلباتها المتزايدة.

نواحي التغيير التي تطرأ على النمو

هناك تغيرات مختلفة تحدث في عملية النمو، وحجم كبير في الفرق بين الطفولة والمراهقة، يمكن تلخيص هذه التغيرات في النقاط التالية:

  • التغير في الحجم

يتجلى هذا التغير بشكل خاص في النمو الجسمي؛ حيث يزداد طول ووزن الطفل تدريجيًا مع مرور الوقت، قد يواجه الطفل بعض الظروف الشاذة التي قد تعوق نموه الطبيعي، ومع ذلك يتغير حجم الأعضاء الداخلية أيضًا، مثل: القلب، والرئتين، والأمعاء، والمعدة؛ لتلبية الاحتياجات المتزايدة للجسم.

  • التغير في النسب 

تختلف نسبة أعضاء الجسم لدى الأطفال عن تلك التي تظهر عند البالغين، يعود ذلك إلى اختلاف سرعة نمو الأعضاء المختلفة، يمتلك كل عضو من أعضاء الجسم معدل نمو خاص به، مما يؤدي إلى اختلاف في التركيب البدني العام للطفل؛ من حيث النسب بناءً على التركيب الوراثي الفردي.

  • اختفاء الخصائص القديمة

يشمل النمو اختفاء الخصائص التي كانت موجودة سابقًا، فعلى سبيل المثال تتلاشى الغدة التيموسية، والغدة الصنوبرية قبل مرحلة البلوغ، بالإضافة إلى ذلك يتغير شعر الطفل وأسنانه، تتولى العمليات الطبيعية هذا الأمر.

  • ظهور الخصائص الجديدة

بالإضافة إلى التغيرات السابقة والفرق بين الطفولة والمراهقة، يحدث أيضًا تغير يكتسب من خلاله الفرد صفاتان جديدة جسمية وعقلية، قد يكتسب الفرد هذه الصفات؛ من خلال عملية التعلم، وبعضها يظهر نتيجة للنمو الطبيعي والتطور الطبيعي لصفات كانت موجودة بالفعل فيه منذ الولادة، ولكنها لم تكتمل بعد.

الغرض من دراسة مراحل النمو

تهدف دراسة مراحل النمو في علم نفس الطفل إلى تفهم سلوك الطفل في مختلف مراحل نموه، وتوفير الظروف المناسبة التي تساعده على تكيفه الاجتماعي وتحقيق نمو صحي، تُعتبر التنبؤية جزءًا أساسيًا من هذا العلم؛ حيث يمكن لعلم نفس الطفل أن يتنبأ بأسباب سلوك الطفل في المستقبل؛ وذلك من خلال فهم الخصائص العامة لنمو الطفل، والظروف الاجتماعية المحيطة به.

لذا يعتبر الغرض العملي لعلم نفس الطفل ذو أهمية كبيرة؛ حيث يساهم في تقديم الدعم والمساعدة للآباء والمعلمين والأفراد المعنيين برعاية الأطفال، ويقدم خدمات هامة للمجتمع الذي يجب أن يولي اهتمامًا كبيرًا لأطفاله.

القوانين التي تخضع لها عملية النمو

بعد التعرف على الفرق بين الطفولة والمراهقة تتبع عملية النمو قوانين محددة، وهي كالتالي:

  • ينمو الكائن الحي بشكل داخلي وشامل؛ حيث يحافظ دائمًا على سماته الرئيسية سواء كانت نفسية، أو حيوية، أو عضوية، النمو يحدث من الداخل وبشكل كامل وليس جزئيًا.
  • يتميز النمو بالتواصل المستمر بين مراحله المختلفة؛ حيث يؤثر كل مرحلة فيما قبلها وبعدها، وأي تأثير غير طبيعي في أحد المراحل يؤثر على النمو العام بشكله.
  • يتجه النمو من العام إلى الخاص، ففي بداية حياته يستجيب الطفل لكل محيطه بشكل شامل، ثم يتخصص استجاباته وتوجهه نحو الأشخاص المقربين منه ويتجاهل الغرباء.
  • يحدث ذلك أيضًا في النمو اللغوي؛ حيث يستخدم الطفل مقاطع لفظية مختلفة للإشارة إلى الذكور والإناث قبل أن يتعلم أسماء والده وإخوته وغيرهم.

يتكرر هذا النمط في النمو العقلي أيضًا؛ حيث ينمو الجانب العام أولًا قبل ظهور القدرات الخاصة في وقت متأخر نسبيًا.

  • يعتبر النمو عملية كمية ووظيفية في آن واحد؛ حيث لا يمكن فصل تكوين النمو عن وظائفه، ينمو الطفل في تكوينه الجسمي، ويؤدي وظائفه الأساسية في نفس الوقت، مثل: التحرك، والتواصل، والتعلم.

مناهج البحث في علم نفس النمو

بعد معرفة الفرق بين الطفولة والمراهقة وتقديم القوانين الهامة التي تخضع لها عملية النمو، هناك العديد من التساؤلات حول مناهج البحث في علم نفس النمو، وهي كالتالي:

  • طريقة الملاحظة

تُعتبر الملاحظة أحد أساسيات البحث العلمي في جميع العلوم؛ حيث يلاحظ الباحثون التغيرات التي تحدث في المواد في علم الكيمياء، وحركة النجوم والكواكب في علم الفلك، وسلوك الأطفال في دراسة الطفولة، ويعتمد الباحثون في دراسة نمو الطفل على الملاحظة كوسيلة أساسية؛ لدراسة السلوك والتصرفات التي لا تتطلب وسائل خاصة.

  • القياس باستخدام الأدوات والأجهزة

يتم استخدام الأجهزة والأدوات في قياس عمليات النمو، وقد أسفر استخدامها عن نتائج مهمة تتجاوز ما يمكن الحصول عليه؛ من خلال الملاحظة فقط، وتشمل هذه الأدوات المقاييس الطويلة، والموازين، وأجهزة قياس ضغط الدم وتحليله، وأجهزة الأشعة، ومع ذلك لم تكن هذه الوسائل فعالة في قياس الاختلافات الفردية في الذكاء.

  • القياس بواسطة الاختبار

تُستخدم طريقة الاختبار في عدة مجالات وتختلف وسائلها حسب الصفة أو القدرة التي يرغب في قياسها، فمثلاً، هناك اختبارات مختلفة لقياس الذكاء، بعضها لفظي وبعضها عملي، وهناك أيضًا اختبارات لقياس الشخصية، تُستخدم الاختبارات كأداة إضافية للقياس من خلال الحصول على البيانات والمعلومات اللازمة.

  • الطريقة التجريبية

تُعتبر الطريقة التجريبية الأسلوب التقليدي لإجراء التجارب التي تساعد على فهم عملية النمو، وتتمثل في استخدام مجموعتين، وهي من أفضل الطرق التي تبين الفرق بين الطفولة والمراهقة؛ حيث تُطلق الظروف الطبيعية على المجموعة الضابطة، بينما تُحاط المجموعة الأخرى بظروف خاصة يعتقد أن لها تأثيرًا خاصًا على عملية النمو، ثم يتم مقارنة النتائج بعد فترة زمنية محددة، ويُشترط أن تكون المجموعتين متطابقتين في جميع الجوانب.

  • طريقة بحث الحالة

تُعتبر هذه الطريقة فردية وتختلف عن الأساليب الأخرى المذكورة؛ حيث يتم تحليل ودراسة حالة فردية أو مجموعة صغيرة من الأفراد بعناية كبيرة، يتم جمع البيانات من خلال المقابلات، والملاحظات المفصلة، وتحليل الوثائق، وغيرها من المصادر ذات الصلة؛ تهدف هذه الطريقة إلى فهم العوامل المؤثرة في النمو والتطور من خلال دراسة حالات فردية محددة.

أنماط المراهقة

  • المراهقة المتكيفة

تتميز بالهدوء النسبي والاستقرار العاطفي، وعلاقات طيبة مع المحيطين بها، يشعر المراهق في هذا النمط بتقدير المجتمع وتوافقه معه.

  • المراهقة الانسحابية المنظرية

تتميز بالانطواء والعزلة والسلبية، والشعور بالنقص، وعدم التوافق الاجتماعي، يكون لدى المراهق مجالات اجتماعية ضيقة وينصب اهتمامه على نفسه وحل المشكلات.

  • المراهقة العدوانية المتمردة

يتأثر المراهق في هذا النمط بالتمرد على السلطة، سواء كانت سلطة الوالدين، أو المدرسة، أو المجتمع الخارجي، يميل المراهق إلى تأكيد ذاته والتشبه بالرجال في سلوكه، مثل: التدخين، وإطلاق الشارب واللحية، ويمكن أن يكون سلوكه العدواني صريحًا ومباشرًا.

  • المراهقة المنحرفة

تمثل هذه الحالات الصور المتطرفة للانسحاب والعدوانية، إذا لم تتوافق الصورتان السابقتان أو لم تكتفي بذاتها، يمكن أن يصل مستوى الانحراف في هذا النمط إلى درجة خطيرة في السلوك، مثل: الانحلال الخلقي، والانهيار النفسي.

المصادر والمرجع

سوف تحصل على جميع المعلومات من خلال The difference between childhood and adolescence

في نهاية المقال بعد تقديمنا حول الفرق بين الطفولة والمراهقة، وتقديمنا حول مظهر النمو ومعرفة نواحي التغيير التي تطرأ على النمو وتقديم عدة نصائح، نتمنى أن نكون قد أوفينا استفساراتكم، وأن تكون القراءة شيقة ومليئة بالمعلومات المفيدة، نحن مؤسسة اتقان، لدينا أفضل فريق عمل متخصص يقدم لك المساعدة، كل ما عليك التواصل معنا عبر الواتساب.

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

× كيف يمكنني مساعدتك؟