الاضطرابات النفسية والسلوكية

الاضطرابات النفسية والسلوكية أو الانفعالات هي فئة رئيسية من الإعاقات التي تتميز بتغير جوهري ومستمر في السلوك عن السلوك الطبيعي؛ مما يؤثر سلبًا على الأداء الأكاديمي، ويستدعي تقديم خدمات التربية الخاصة والدعم، تعريف الاضطراب السلوكي أو الانفعالي ليس أمرًا سهلًا.

ما الفرق بين المرض النفسي والسلوك المرضي؟

المرض النفسي والسلوك المرضي هما مصطلحان مختلفان يستخدمان لوصف حالات مختلفة في المجال النفسي، إليك شرحًا للفرق بينهما:

المرض النفسي

  • يشير إلى حالة تتعلق بتشوه أو اضطراب في الوظائف العقلية أو العاطفية أو السلوكية للفرد.
  • يعتبر اضطرابًا في الصحة العقلية يؤثر على العقل والعواطف والتفكير والسلوك.
  • يمكن أن يكون له أسباب متعددة، بما في ذلك العوامل الوراثية والبيئية والتجارب الحياتية والتوترات النفسية.

 السلوك المرضي

  • يشير إلى السلوك الذي يختلف عن النمط الاجتماعي المقبول والمعتاد.
  • يعتبر سلوكًا غير طبيعيًا أو غير مناسب وقد يكون ضارًا للفرد أو للآخرين.
  • قد يكون السلوك المرضي نتيجة لمشاكل نفسية أو اضطرابات نفسية ولكنه ليس بالضرورة يعني وجود مرض نفسي تشخيصي.

مفهوم الاضطرابات السلوكية

مفهوم الاضطرابات النفسية والسلوكية قد تطور في مجال التربية الخاصة بشكل نسبي مقارنة بموضوعات أخرى، وقد استخدمت مصطلحات متعددة للإشارة إلى هذه الاضطرابات، مثل: الاعتلال السلوكي، والاعتلال الانفعالي، وسوء التوافق الاجتماعي، والسلوك غير التكيفي، والانحراف الاجتماعي، والاضطراب النفسي.

بغض النظر عن المصطلح المستخدم، يتسم الاضطراب السلوكي بتغير جوهري ومستمر في السلوك عن السلوك الطبيعي، ومن الصعب تحديد تعريف عام مقبول للاضطراب السلوكي؛ حيث ظهرت عدة تعريفات خلال الثلاثين عامًا الماضية من قبل التربويين والمختصين النفسيين.

ويعود عدم وجود تعريف متفق عليه بشكل عام إلى عدة أسباب، مثل: صعوبة قياس السلوك، وتنوع الخلفيات النظرية والفلسفية المستخدمة، وتباين المؤسسات والجهات التي تصف الأفراد المصابين بالاضطراب السلوكي، وتقدم لهم الدعم، وفيما يلي بعض التعريفات المستخدمة:

 مجموعة التعريفات ذات المنحنى الاجتماع

يتشمل هذه المجموعة عدة تعريفات، مثل تعريف كوفمان الذي يصف الاضطراب السلوكي كاستجابة غير مقبولة اجتماعيًا ومستمرة للأطفال لبيئتهم، ويعرف هيوت الاضطراب السلوكي بأنه فشل اجتماعيًا وعدم التوافق في السلوك، وفقًا لتوقعات المجتمع وبالتزامن مع الجنس والعمر.

ويعرف روس الاضطراب السلوكي بأنه سلوك منحرف عن المعايير الاجتماعية بشدة أو تكرارًا، وفقًا لتقييم الأشخاص الذين يمتلكون السلطة في بيئة الطفل.

 مجموعة التعريفات ذات المنحنى النفسي- اجتماعي

تشمل هذه المجموعة عدة تعريفات، مثل تعريف جربود الذي يصف الاضطراب السلوكي بأنه مجموعة من السلوكيات المنحرفة أو المتطرفة التي تظهر بشكل ملحوظ، وتتكرر باستمرار وتخالف توقعات المراقب، وتشمل الاندفاع والعدوان والاكتئاب والانسحاب.

ويعرف نيوكمر الاضطرابات النفسية والسلوكية بأنه انحراف واضح وملحوظ في مشاعر وانفعالات الفرد تجاه نفسه وبيئته، وعرفه موركان وكنك بأنه نمط من الأفكار والانفعالات السلوكية غير الطبيعية التي تؤدي إلى انخفاض التكيف مع متطلبات الحياة وتسبب الانزعاج للآخرين عادةً.

 مجموعة التعريفات ذات المنحنى التربوي

تعتبر مجموعة التعريفات ذات المنحنى التربوي جزءًا آخر من المفهوم الشامل للاضطرابات السلوكية، وتتضمن عدة تعريفات، ومن بين هذه التعريفات يمكن ذكر تعريف بور الذي يعتبر الأطفال الذين يعانون من اضطراب في واحدة من الخصائص التالية:

  • صعوبة في القدرة على التعلم التي لا يمكن تفسيرها بأسباب عقلية أو حسية أو صحية.
  • صعوبة في القدرة على بناء علاقات اجتماعية ناجحة مع الآخرين، مثل: المعلمين والأقران، والحفاظ على هذه العلاقات.
  • صعوبة في التصرف بأنماط سلوكية مناسبة في المواقف الاجتماعية العادية،
  • تظهر انفعالات غير مناسبة باستمرار مثل الحزن والكآبة.
  • استمرار ظهور أعراض مرضية أو مشاكل شخصية أو مدرسية ذات صلة بشكل متكرر.

أسباب الاضطرابات السلوكية

 العوامل البيولوجية

يُعتبر الاتجاه البيولوجي أحد الأسس الهامة لفهم الاضطرابات النفسية والسلوكية الشديدة مثل مرض الفصام؛ حيث يرتبط هذا الاتجاه بالعوامل البيولوجية التي تُعزى إلى أسباب طبية ووراثية.

وتُرتبط هذه العوامل بالعوامل المتعلقة بمرحلة ما قبل الولادة، مثل: سوء التغذية وتعاطي العقاقير والأمراض التي تصيب الأم الحامل، وكذلك بالعوامل المرتبطة بمرحلة ما بعد الولادة، وبخاصة الإصابات الدماغية، ويمكن تلخيص تأثير العوامل البيولوجية في الاضطرابات السلوكية في النقاط التالية:

  • الحساسية الوراثية الشديدة.
  • سوء الادراك الوظيفي للمخ أو التلف المخي.
  • الولادة المبكرة.
  • الاختلافات الجنسية.

 العوامل النفسية

تتمثل العوامل النفسية في الأحداث الحياتية التي تؤثر على سلوك الطفل، وترتبط هذه الأحداث بحياة الطفل والأسرة والمدرسة، وقد تناولت النظريات النفسية الرئيسية هذه الأحداث من زوايا مختلفة، على سبيل المثال ترى نظرية التحليل النفسي أن الاعاقة الانفعالية، هي عملية اضطراب نفسي داخلي ينجم عن تفاعل الخبرة مع العمليات العقلية الداخلية.

وتقترح النظرية الانسانية أن الطفل المعوق انفعاليًا ليس على اتصال مع مشاعره الحقيقية، وأنه لا يستطيع تحقيق ذاته في الأوضاع التربوية العادية، بينما تعتمد النظرية السلوكية على افتراض أن الطفل يتعلم السلوك المضطرب أو أنه لم يتعلم السلوك المقبول.

العوامل البيئية

أما أصحاب الاتجاه البيئي فيؤكدون على أهمية العوامل البيئية والبيولوجية كقوى أساسية، وأن تفاعلها معًا يشكل الأساس في حدوث الاضطرابات النفسية والسلوكية أو السليم، وتندرج تحت مفهوم العوامل البيئية ثلاث بيئات أساسية:

  • البيئة الاجتماعية

تشمل البيئة الاجتماعية الأفراد والجماعات وأنماط التنظيم في المجتمع والعلاقات الاجتماعية التي يتعامل بها الطفل، قد تشمل هذه العوامل العنف الأسري، والإهمال، والتمييز، وعدم وجود دعم اجتماعي قوي، والتوتر الأسري، والفقر، والعوز المادي.

  • البيئة الاسرية

تلعب البيئة المنزلية دورًا حاسمًا في حياة الطفل؛ حيث تعتبر أول بيئة تربوية يتفاعل معها الطفل منذ ولادته ككيان بيولوجي يحتاج إلى تلبية احتياجاته البيولوجية والنفسية، تقدم الأسرة التوجيه والقواعد لجميع أفرادها، سواء كانوا صغارًا أم كبارًا، في مختلف جوانب حياتهم، بما في ذلك التربية العقلية، والجسدية، والعاطفية، والجمالية، والأخلاقية.

وتحدد الأسرة اتجاهات أفرادها وتلعب دورًا حاسمًا في تشكيل مصيرهم، في بعض المجتمعات البدائية وبعض المناطق الريفية، تعتبر الأسرة وحدة تربوية اقتصادية متكاملة تتحمل مسؤولية جميع جوانب التربية اللازمة؛ لنمو الفرد وتفاعله الاجتماعي طوال مراحل حياته، منذ ولادته وحتى وفاته، وفي الأسرة الحديثة، تولي اهتمامًا كبيرًا للأطفال؛ حيث يكون الطفل محور اهتمامها الأول.

  •  البيئة المدرسية

تُعَدُّ المدرسة واحدة من المصادر التي يمكن أن تؤثر على استقرار الطفل؛ حيث يقضي فيها وقتًا طويلًا ويتأثر مباشرة بالنظام المدرسي ومكوناته الإيجابية والسلبية، قد توفر المدرسة تجارب قد لا تكون مرغوبة، ويمكن أن تؤدي تلك التجارب إلى ظهور مشاكل سلوكية قوية إذا توفرت الظروف الملائمة.

تصنيف الاضطرابات السلوكية

 تصنيف الجمعية الامريكية للطب النفسي ويتضمن

  • تصنيف الجمعية الأمريكية للطب النفسي عام 1968: يتضمن عشر فئات من الاضطرابات السلوكية، مثل: التخلف العقلي، والذهان، والاضطرابات النفس-جسمية وغيرها.
  • تصنيف الجمعية الأمريكية للطب النفسي عام 1980: يتضمن خمس فئات من الاضطرابات السلوكية، مثل: الفئة العقلية، والفئة السلوكية، والفئة الانفعالية وغيرها.

 التصنيف الطبي

يتم تصنيف الاضطرابات السلوكية بناءً على الأساس الطبي، مثل: التصنيف على أساس الأمراض، أو الاستجابة للعلاج، أو الأعراض الملاحظة.

التصنيف بحسب شدة الاضطرابات

يقوم بعض الباحثين بتقسيم الاضطرابات إلى فئتين رئيستين وفقًا لشدتها، وهما الفئة البسيطة والمتوسطة، والفئة الشديدة، والحادة.

 التصنيف النفسي- التربوي

قد قام باحثون بتصنيف الطلاب المضطربين سلوكيًا وفقًا للتصنيف النفسي والتربوي، يتضمن هذا التصنيف فئات، مثل: العصاب، وأمراض الدماغ، والفصام، والسذاجة، والشخصية غير المؤثرة.

 تصنيف كوري

يعد تصنيف كوري من التصنيفات الأكثر انتشارًا وقبولًا على المستوى التربوي، يحتوي على معلومات شاملة ومفيدة حول الفئات المضطربة سلوكيًا، تم جمع المعلومات من المعلمين وأولياء الأمور والسجلات واستجابات الأطفال.

الاضطرابات النفسية والسلوكية عند الأطفال pdf

سنطلعك أيضًا على نسخة من الاضطرابات النفسية والسلوكية عند الأطفال pdf يمكن أن تتطلع من خلالها على المزيد من المعلومات التي تتعلق بي الاضطرابات النفسية والسلوكية كل ما عليك هو الضغط على الرابط لتحميل الكتاب.

المصادر والمرجع

سوف تحصل على جميع المعلومات وهذا من خلال Psychological and behavioral disorders

لا شك أن خطة العلاج للاضطرابات السلوكية هي خطة طويلة المدى، ولا ينبغي أن نتوقع نتائج فورية أو في وقت قصير، إلا أنه قد يساعد في تقليل الفوضى وتخفيف شدة السلوك، عادةً يعتبر العلاج النفسي والعلاج السلوكي التوجيهي الأنسب؛ لمساعدة الطفل على التعبير عن غضبه وتعلم كيفية إدارة مشاعره وتوجيهها بشكل صحيح؛ ولتحقيق ذلك بنجاح يجب مساعدة الآباء وإشراكهم في خطة العلاج، نحن مؤسسة اتقان للخدمات، لدينا أفضل فريق عمل متخصص يقدم لك المساعدة في الاستشارات الأكاديمية، كل ما عليك التواصل معنا عبر الواتساب.

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

× كيف يمكنني مساعدتك؟