إن تشكيل شخصية طفلي يتأثر بالعديد من العوامل المختلفة، فهناك عوامل وراثية وبيئية واجتماعية تلعب دورًا في تشكيل شخصية الطفل، وإليك بعض العوامل التي تؤثر على تكوين شخصية الطفل
تشكيل شخصية الطفل
الوراثة
يتم تحديد بعض الصفات الشخصية بواسطة الوراثة؛ من خلال الجينات التي يرثها الطفل من والديه، وقد يكون للوراثة تأثير في عوامل مثل: الذكاء، والشخصية الانطوائية أو الخجولة.
البيئة الأسرية
يلعب البيت والأسرة دورًا حاسمًا في تكوين شخصية الطفل، فالأسرة توفر الرعاية والمحبة والتوجيه الذي يحتاجه الطفل، كما أن العلاقة مع الوالدين والأخوة والأخوات تلعب دورًا هامًا في تطوير صفات الثقة بالنفس، والاستقلالية، والتعاون.
البيئة المدرسية والتعليمية
المدرسة والبيئة التعليمية تؤثر أيضًا على تكوين شخصية الطفل، وأيضًا الأصدقاء والمعلمين والأنشطة المدرسية تلعب دورًا في تطوير مهارات التواصل، والتعاون، والقيادة، والتحصيل الدراسي.
الثقافة والقيم
القيم والمعتقدات التي تنتمي إليها الأسرة والمجتمع تؤثر في تكوين شخصية الطفل، كما أن العادات والتقاليد والقواعد الاجتماعية تشكل نمط السلوك والقيم للطفل.
وسائل الإعلام
الوسائل الإعلامية مثل: التلفزيون والإنترنت والألعاب الإلكترونية تؤثر على تكوين شخصية الطفل، وقد تؤثر المحتويات والرسائل التي يتعرض لها الطفل على قيمه، واهتماماته، ونمط حياته.
الخبرات الشخصية
تتأثر شخصية الطفل أيضًا بالخبرات الشخصية التي يعيشها والتجارب التي يمر بها، والتحديات، والانتصارات، والصعوبات التي يواجهها الطفل تساهم في بناء شخصيته وتطوير مهاراته.
وصف الإستراتيجية
يُرغب في إستراتيجية تعلم السلوك المستهدف أن يتعلم الفرد ويكتسب طريقة جديدة بهدف زيادة مجموعة سلوكياته، ويُطلق على هذه العملية اسم “التشكيل”، وهي إجراء يُستخدم لتعليم الأطفال أشياء جديدة، أو توجيههم لتنفيذ مهام جديدة ومتطلبات جديدة.
وعند استخدام التشكيل نقوم بتعليم سلوكيات جديدة أو تشكيلها، ويتم بدء العملية من خلال الاستفادة من السلوك الذي يستطيع الطفل القيام به بالفعل، ثم نتقدم خطوة بخطوة في توجيهه نحو السلوك الذي نرغب في بنائه خلال هذه العملية، ويتم تقديم تعزيز لكل خطوة صغيرة نحو هدفنا.
وعندما يتعلم الطفل الخطوة ننتقل إلى خطوة أخرى، ويستمر هذا البناء التدريجي للسلوك حتى تحقيق الهدف المطلوب، وبالتالي يعود التشكيل إلى تعزيز الاستجابات التقاربية المتتابعة للسلوك النهائي.
الوصف التقني لإجراء التشكيل
من الناحية التقنية أن تشكيل شخصية طفلي تشمل استخدام التعزيز التفاضلي للتحفيزات، واستخدام تقريب التابعية للسلوك النهائي لتوليد سلوكيات جديدة أكثر تعقيدًا وتفصيلًا، والعملية السلوكية الإجرائية المستخدمة في التشكيل هي التعزيز والإطفاء، أي أنه يتم تعزيز مستوى محدد من الاستجابة بينما يتم إطفاء الاستجابات الأخرى، وفي التعزيز التفاضلي تكون الاستجابة المستهدفة للتعزيز عمومًا مستقرة نسبيًا.
فعلى سبيل المثال عندما يكون الطفل قادرًا على وضع الألوان على الورقة، يمكن تشجيعه للقيام بذلك، ويتضمن التشكيل سلسلة من التعزيزات التفاضلية؛ حيث يتم ربط مستوى التعزيز وكميته بتقدم الاستجابة نحو السلوك النهائي المطلوب، فعند تقديم الأداء خطوة بخطوة نحو الاستجابة النهائية تؤدي الخطوات السابقة إلى تعزيز السلوك، أو تنتج تعزيزًا ضعيفًا نسبيًا مقارنة بالخطوات الحالية والمستقبلية.
ويجب ملاحظة أن استخدام إستراتيجية التشكيل يتطلب الصبر والاستمرارية، ويمكن أن يكون للفرد الذي يقوم بالتشكيل دور مهم في توجيه الطفل وتقديم التعزيزات الملائمة، ومن الجوانب الهامة أيضًا أن يتم تقديم المهام والأنشطة بطريقة متسلسلة ومنظمة، وأن يتم تحديد أهداف واضحة ومحددة زمنيًا.
الوصف العادي أو الإكلينيكي للتشكيل
تُعد تقنيات التعزيز الإيجابي والتعزيز السلبي أدوات قوية في تشكيل شخصية طفلي، فيمكن استخدام التعزيز الإيجابي لتقديم مكافآت أو مزايا للسلوك المرغوب مثل: الثناء أو المكافآت المادية، أما التعزيز السلبي فيتضمن إزالة أو تجنب محفزات غير مرغوبة لتعزيز السلوك المطلوب، فعلى سبيل المثال يمكن استخدام إيقاف مؤقت للتلفاز كمحفز سلبي لتشجيع الطفل على إكمال واجباته المدرسية.
التعزيز التفاضلي والتشكيل
يستخدم التعزيز التفاضلي لاكتساب سلوكيات مرغوبة من خلال ضبط مثيرات محددة في العديد من السلوكيات التي قد يطلبها المعلم من الطلبة، فعلى سبيل المثال قد لا تكون جزءًا من مخزونهم السلوكي، وقد عرفنا التشكيل بأنه تعزيز تفاضلي أو تقريب متتابع باتجاه سلوك مستهدف محدد، فإن التشكيل ليس ضبطًا مثيرًا، ولتصميم برنامج تشكيل ناجح يجب أن نحدد أولًا السلوك النهائي كهدف مرغوب فيه للبرنامج العلاجي، ومن ثم تحديد السلوكيات البسيطة الوسيطة التي تؤدي إلى تكوين السلوك النهائي وبنائه، وتعزز الخطوات السلوكية.
أنواع التشكيل
يمكن تطويع التصوير الفوتوغرافي لتحسين السلوك وتوعيته، وهناك نوعان من التصوير المتاحين:
التصوير التصحيحي
يتطلب التصوير التصحيحي معيارًا تابعًا عاليًا للأداة، ويشمل تقديم صورة للسلوك المرغوب، إما من حيث المظهر أو الشعور، مقارنة بالسلوك الحالي؛ لذلك يُشار أيضًا إلى هذا النوع باسم تشكيل السلوك.
التصوير الكمي
يرتبط التصوير الكمي بتعيين معيار لزيادة السلوك أو تخفيض جودته من خلال تغيير تكراره أو مدته أو قوته.
اختصار عملية التشكيل
هناك أساليب مستخدمة لتقليل الوقت والجهد المستغرقين في عملية التصوير، وتساعد في تسريع تحقيق التغييرات المطلوبة، ومن هذه الأساليب:
التوجيه الجسدي
ينطوي على تحريك جسم الشخص بشكل مباشر من خلال الحركات المطلوبة.
استخدام الصور
يشمل استخدام صور للسلوك المرغوب أو نتائجه وتشكيل شخصية طفلي مثل: عرض صورة مطبوعة للتصرف المرغوب.
استخدام النمذجة
يتضمن نمذجة السلوك المطلوب أمام الشخص الذي يمارس السلوك غير المرغوب فيه.
استخدام التعليمات
يستخدم الإرشاد هنا لشرح كيفية تنفيذ الاستجابة المرغوبة، ويكون من الضروري أن يتمتع الفرد أو المتعلم بمهارات لغوية جيدة.
العوامل المؤثرة في فاعلية التشكيل
يستخدم التصوير لتطوير سلوكيات جديدة تفشل النمذجة والمحاكاة في تحقيقها، ويتألف التصوير من تعزيز وتشكيل شخصية طفلي تفاضلي للتقرب المستمر، وتُعرف هذه الطريقة أيضًا بطريقة التقريب المستمر، ولتكون عملية التصوير فعالة يجب مراعاة العوامل التالية:
تحديد السلوك النهائي المرغوب
يتم في المرحلة الأولى من عملية التصوير تحديد السلوك النهائي المرغوب بوضوح، ويُعرف أيضًا بالسلوك الهادف إذا كان الأفراد الذين يتفاعلون مع الشخص يتوقعون أشياء مختلفة، أو إذا كان الشخص نفسه غير منتظم في سلوكه، فإن التصوير قد يكون غير فعال.
تحديد المكافآت والعواقب
يجب تحديد المكافآت المحتملة والعواقب المرتبطة بالسلوك المرغوب والسلوك غير المرغوب، ويمكن استخدام المكافآت المباشرة وغير المباشرة لتعزيز السلوك المرغوب، وتجنب العواقب السلبية.
توفير التغذية الراجعة
يجب تقديم التغذية الراجعة الفورية والملائمة بعد أداء السلوك المرغوب أو غير المرغوب، ويساعد ذلك في تعزيز الاتصال بين السلوك، والمكافأة، أو العقاب.
تعزيز القابلية للتكرار
يجب أن تكون عملية التصوير سهلة التكرار ومتاحة في العديد من السياقات المختلفة، ويساعد ذلك في تعزيز التحول الدائم للسلوك المرغوب.
الاستمرارية
يجب أن يتم تطبيق التصوير بشكل مستمر ومنتظم؛ لضمان الاستمرارية والتعزيز المستمر للسلوك المرغوب.
من العوامل الوراثية المؤثرة في تكوين الشخصية؟
إن تكون تشكيل شخصية طفلي نتيجة تفاعل معقد بين العوامل الوراثية والبيئية، ورغم أن العوامل الوراثية تلعب دورًا في تشكيل الشخصية إلا أنها ليست العامل الوحيد المؤثر، فإليك بعض العوامل الوراثية التي يعتقد أنها تسهم في تكوين الشخصية:
الوراثة الجينية
تلعب الجينات دورًا في تحديد بعض سمات الشخصية مثل: الانفتاح على التجربة، والاستقرار العاطفي، والانطوائية، وهناك بعض الدراسات العلمية تشير إلى أن بعض الجينات يمكن أن تكون مرتبطة بسمات معينة للشخصية.
التوالد البيولوجي
يمكن أن يؤثر التوالد البيولوجي على تكوين الشخصية أيضًا، فعلى سبيل المثال يُعتقد أن بعض الصفات الشخصية تنتقل بين الأجيال مثل: الشخصية الاجتماعية والمستقلة.
التفاعل الجيني-البيئي
تتفاعل العوامل الوراثية مع العوامل البيئية لتشكيل الشخصية، فعلى سبيل المثال قد يكون لديك بعض الجينات التي تجعلك أكثر عرضة للقلق، ولكن العوامل البيئية مثل: الحوادث أو الضغوط يمكن أن تؤثر في مدى تعبير هذه الصفة في سلوكك.
المصادر والمرجع
إذا كنت تريد التعرف على جميع المعلومات من خلال Shaping my child’s personality
في نهاية المقال بعد تقديمنا حول تشكيل شخصية طفلي ومعرفة العوامل المؤثرة في فاعلية التشكيل، ومعرفة الوصف التقني لإجراء التشكيل، وتقديم الوصف العادي أو الإكلينيكي للتشكيل، نتمنى أن نكون أوفينا استفساراتكم، وأن تكون قراءة شيقة ومليئة بالمعلومات المفيدة، نحن مؤسسة اتقان للاستشارات الأكاديمية، يجب التواصل معنا عبر الواتساب.