هناك العديد من تساؤلات الأهالي حول علاج ابني من التوحد، وسنقوم بدراسة أهم المعلومات عن الأطفال المتوحدين، ووجد لدى بعض الأطفال التوحديون تحسس غذائي، وبعض هذه المحسسات قد تزيد درجة التهيج Hyperactivity؛ لذلك يختار بعض الأهل عرض طفلهم على متخصص في التحسس لتقييم حالتهم، وعند ظهور النتائج يمكن إزالة بعض الأغذية من طعام الطفل؛ مما قد يساعد على الإقلال من بعض السلوكيات السلبية.
هل توجد حالات شفيت من مرض التوحد؟
نعم هناك حالات نادرة؛ حيث يمكن لبعض الأشخاص أن يظهروا تحسنًا كبيرًا في أعراض التوحد على مر الزمن، يُشار إلى هذا النوع من التحسن بـ”استرجاع التوحد”، أو “استعادة التوحد”، ومع ذلك، فإن هذه الحالات نادرة جدًا ولا تحدث في جميع الأشخاص المصابين بالتوحد.
تظهر بعض الأبحاث أن هناك عوامل معينة يمكن أن تسهم في هذا التحسن، مثل: التدخل المبكر والمكثف، والدعم العائلي القوي، والعلاج المهني المناسب، ومع ذلك، فإن الأسباب المحددة لهذا التحسن الملحوظ لا تزال غير معروفة تمامًا، ولا يمكن التنبؤ بما إذا كان سيحدث في حالة شخص معين.
أعراض التوحد في عمر 5 سنوات
قبل الجواب على سؤال كيفية علاج ابني من التوحد؟ نود أولًا أن نقدم لك أعراض التوحد في عمر 5 سنوات، يمكن أن تتفاوت بين الأطفال، ولكن هناك بعض السمات الشائعة التي قد تظهر، يُعتبر التشخيص الدقيق للتوحد مسؤولية الأطباء المتخصصين في طب الأطفال والأطباء النفسيين، ويجب الاعتماد على تقييم شامل للطفل، وفيما يلي بعض الأعراض التي قد تظهر عند الأطفال ذوي التوحد في سن 5 سنوات:
صعوبات في التواصل الاجتماعي
قد يكون الطفل غير مهتم بالتفاعل مع الآخرين، وقد يتجنب النظر المباشر والابتسامات، ويفضل اللعب وحده بدلًا من اللعب الاجتماعي.
صعوبات في التواصل اللفظي
قد يصعب علاج ابني من التوحد، ولكن هناك بعض مهارات التواصل؛ للتعبير عن رغباته واحتياجاته بشكل صحيح، وقد يحدث تأخرًا في اكتساب الكلمات والعبارات، قد تكون اللغة غير عادية في النبرة أو الإيقاع.
سلوك متكرر أو محدود
قد يظهر الطفل قدرات واهتمامات محدودة، ويتمسك بروتين معين بشدة، قد يكون لديه اهتمام مفرط بأشياء معينة أو تفاصيل صغيرة.
صعوبات في الانتقاء الحسي
قد يكون للطفل صعوبة في التحكم في حواسه، مثل: الضوضاء العالية، أو الأضواء الساطعة، قد يكون لديه استجابات غير عادية للحواس الحسية، مثل: عدم التحمل للملابس ذات القوام الغريب.
سلوك تكراري
قد يقوم الطفل بتكرار حركات معينة، مثل: تأرجح الجسم أو حركات اليدين، وقد يتكرر في استخدام الألعاب بطريقة محددة.
نظرية الاضطراب الأيضي
نظرية الاضطراب الأيضي، هي نظرية وتفترض وجود ببتيدات خارجية (من الغذاء) تؤثر على النقل العصبي داخل الجهاز العصبي المركزي، يمكن أن يكون لهذا التأثير تأثير مباشر على الجهاز العصبي، أو يؤثر على المواد الكيميائية الموجودة والفاعلة في الجهاز العصبي؛ مما يؤدي إلى اضطرابات في العمليات الداخلية للجهاز العصبي، وتتكون هذه الببتيدات عند التحلل غير الكامل لبعض الأطعمة، التي تحتوي على الغلوتين، مثل: القمح والشعير، والشوفان، بالإضافة إلى الكازين الموجود في الحليب ومنتجات الألبان.
نقاط ضعف نظرية الاضطراب الأيضي
هناك العديد من التساؤلات حول علاج ابني من التوحد، ولكن قبل التعرف على الإجابة سنقدم لكم أهم نقاط ضعف نظرية الاضطراب الأيضي، وهي كالتالي:
توجد نقاط ضعف في نظرية الاضطراب الأيضي، فعلى سبيل المثال: هذه المواد لا تتحلل بالكامل في العديد من الأشخاص الذين لم يُشخّصوا بالتوحد؛ ولذلك توجد نظرية أخرى تقترح أن الأطفال ذوي التوحد يعانون من اضطرابات في الجهاز العصبي تتسبب في انتقال تلك المواد إلى الدماغ وتأثيرها على الدماغ؛ مما يؤدي إلى ظهور أعراض التوحد.
الملاحق الغذائية التي تساعد المصابين التوحديين
يُعتبر استخدام المكملات الغذائية مهمًا لعلاج ابني من التوحد؛ بسبب الاختلالات الغذائية، والمشاكل الهضمية التي قد يواجهونها، من المفيد استشارة أخصائي تغذية لتوجيهك بشأن المكملات الغذائية المناسبة، ومن بين المكملات الشائعة المستخدمة في علاج التوحد:
الكالسيوم
يلعب دورًا رئيسيًا في وظيفة المخ والجهاز العصبي.
الكلورين
يحسن وظيفة المخ والدورة الدموية إلى المخ، ويستخدم تحت إشراف متخصصي الرعاية الصحية.
قرين الإنزيم Coenzyme Q10
عمل كمولد للطاقة لجميع الخلايا، ويساهم في مكافحة الالتهابات البكتيرية والفطرية، ويعتمد على نظام مناعي قوي وصحي.
ثنائي مثيل الغلايسين DMG
يعمل كناقل للأوكسجين في المخ، ومهم لوظيفة طبيعية للمخ، والجهاز العصبي.
جنكو بيلوبا Ginkgo biloba
يحسن وظائف المخ عن طريق تحسين تدفق الدم والتروية الدموية للدماغ.
مجموعة فيتامين B
يعمل على دعم وظائف الجهاز العصبي والهضمي والجلد، يمكن العثور على النياسين في الأطعمة، مثل: اللحوم، والأسماك، والمكسرات، والحبوب الكاملة.
فيتامين B3 نياسين
يعمل على دعم وظائف الجهاز العصبي والهضمي والجلد، يمكن العثور على النياسين في الأطعمة، مثل: اللحوم، والأسماك، والمكسرات، والحبوب الكاملة.
نياسيناميد Niacinamide
هو شكل آخر من فيتامين B3، ويشتهر بخصائصه المضادة للالتهابات، وتحسين صحة الجلد، قد يتم استخدامه أيضًا في علاج بعض حالات الأمراض الجلدية، يتواجد في العديد من الأطعمة، مثل: الدواجن، والأسماك، والمكسرات، والحبوب الكاملة.
حامض بانتوثينيك Pantothenik acid
يلعب دورًا مهمًا في تحويل الطاقة من الأطعمة التي نتناولها، ويعزز صحة الجلد والشعر والأظافر، يمكن العثور على الحامض البانتوثنيك في العديد من الأطعمة، مثل: اللحوم، والأسماك، والحبوب الكاملة، والخضروات الورقية.
فيتامين ب 6 B6
يلعب دورًا هامًا في وظائف الجهاز العصبي ونمو الخلايا وصحة الدم، يمكن العثور على فيتامين B6 في اللحوم، والأسماك، والحبوب الكاملة، والخضروات والفواكه.
فيتامين C
يعزز ويقوي جهاز المناعة وله خواص مضادة للخمائر، يمكن أن يساعد في علاج الأعراض، التي تشمل الأرق وقلة النوم، ويمكن أن يساهم في الجواب على سؤال كيفية علاج ابني من التوحد.
ميلاتونين (Melatonin)
يمكن أن يساعد في حالة وجود أعراض الأرق، وقلة النوم.
DNA وRNA
يعملان على إصلاح وبناء نسيج مخي جديد، يجب تجنب تناولها في حالة الإصابة بداء النقرس.
فيتامين E
يحسن الدورة الدموية ووظيفة المخ.
أسيدوفيلوس (Acidophilus)
يساعد على تقليل أضرار الفطريات والميكروبات في الأمعاء، ويستخدم لعلاج زيادة نمو الخميرة، والتكاثر الضار للبكتيريا.
الزنك
موجود في أكثر من 200 إنزيم في الجسم، ويساهم في وظائف المناعة، وهام جدًا للأشخاص ذوي التوحد.
زيت زهرة الربيع المسائي (Primrose) وزيت أوميغا 3 (Omega 3)
تحتوي هذه الزيوت الدهنية على أحماض دهنية مهمة لوظيفة الجهاز العصبي والنمو الطبيعي، يفتقد بعض الأهالي الذين يتساءلون حول علاج ابني من التوحد الأحماض الدهنية، ويفضل استشارة الطبيب المختص؛ لتحديد الجرعة المناسبة.
الحمية الغذائية للأطفال ذوي التوحد
تشمل الحمية الخالية من الكازيين والجلوتين، والتي ثبتت فعاليتها في مساعدة هؤلاء الأطفال، تتفادى هذه الحمية مادة الكازيين (التي توجد في الحليب ومشتقاته)، والجلوتين (التي توجد في الحنطة، والشوفان، والشعير، والجاودار)، والتي يعتقد أنها قد تسبب مشاكل في الجهاز الهضمي والدماغ لدى الأشخاص ذوي التوحد، هناك العديد من الدراسات التي تدعم هذه النظريات وترتبط بالتوحد، يُفضل استشارة الطبيب المختص؛ لتحديد النظام الغذائي المناسب.
رأي الدكتور ريتشيلد وبول شاتوك في نظرية زيادة الأفيون المخدر لدى التوحديين
يتمثل رأي الدكتور ريتشيلد وبول شاتوك في نظرية زيادة الأفيون المخدر لدى التوحديين في أن هؤلاء الأشخاص يعانون من زيادة في تركيز مادة الأفيون المخدر في أجسامهم، بدون الحاجة إلى استخدام مثل هذه المواد.
ولتوضيح ذلك تشير النظرية إلى وجود ثلاث مستقبلات في المخ تتفاعل مع المواد المخدرة، وهي مستقبلات الدلتا، والميو، والكابا، عندما يزداد تركيز المواد المخدرة لدى الطفل التوحدي، فإنه ينتج عن ذلك سلوكيات غير مرغوب فيها.
كيف تحدث زيادة الأفيون لدى التوحديين؟ وما هو مصدرها؟ وكيف يزيد المخدر عندما يصل إلى المخ? وما هي نتائج هذه الزيادة؟
فيما يتعلق بكيفية حدوث زيادة الأفيون لدى التوحديين ومصدرها، فإن هذه المادة تنتج من بعض المركبات المورفينية أو الشبه أفيونية المخدرة، التي توجد في البول لأكثر من 80٪ من الأشخاص المصابين بالتوحد، تشمل هذه المركبات “كازومورفين”، و”جليوتومورفين”، وتكون مصدرها الحليب والحبوب، مثل: القمح، والشعير، والشوفان، والجاودار.
يحدث تكوين كازومورفين والجليوتومورفين؛ نتيجة عدم هضم الكازيين والجلوتين بشكل فعال لدى أولاد الأهالي والأمهات التي تتساءل حول علاج ابني من التوحد؛ مما يجعلها تتحول إلى مواد ذات تأثير أفيوني مخدر، وقد تم اكتشاف هذه المركبات في قراءات تحاليل البول للأشخاص المصابين بالتوحد، واكتشف العالم الين فريدمان وجود مركبين آخرين في قراءات تحاليل بول الأطفال التوحديين، وهما ديلتورفين، وديرمورفين.
ما هي هذه المواد المخدرة؟
تعمل هذه المواد المورفينية عندما تتسرب عبر الأمعاء المرشحة إلى المخ، وتتفاعل مع مستقبلات المخ؛ حيث تعتبر مواد مخدرة، وتخترق هذه المركبات الحاجز الدموي الدماغي، وتتفاعل مع المستقبلات المختلفة في المخ؛ مما يؤدي إلى تشبع الشخص المصاب التوحدي بالأفيون المخدر، وتسبب هذه المواد المخدرة إما التوحد نفسه، أو تزيد من الأعراض المرتبطة بالتوحد.
تكون مادة كازومورفين وجليوتومورفين
وهذه المواد عبارة عن بروتينات نتجت عن عدم هضم الكازيين والجلوتين بطريقة فعالة لدى التوحديين، وبالتالي أصبحت ذات مفعول أفيوني مخدر، وقد وجدت في قراءات تحاليل بول المصابين بالتوحد، كما وجدت هذه المركبات في الدم، ويفسر إصابة التوحديين بمتلازمة الأمعاء المسربة Leaky Gut Syndrome، وهو ما أجمع عليه الباحثون والعلماء.
التعرف على المركبين الذين تم اكتشافهم من خلال العالم الين فريدمان
نظرية زيادة الأفيون لدى أبناء الأسر الذين لديهم تساؤلات حول كيفية علاج ابني من التوحد، والتي يُطلق عليها أيضًا اسم “نظرية الأفيون الطبيعي”، تشير إلى فرضية بأن هناك تراكمًا غير طبيعي للببتيدات المماثلة للأفيونات في جسم بعض الأشخاص المصابين بالتوحد، وتقترح النظرية أن هذا التراكم الزائد يمكن أن يسبب أعراضًا سلوكية وتواصلية غير طبيعية.
وفي الواقع لا يزال هناك نقاش حول صحة ودقة هذه النظرية، فقد تم اكتشاف وجود بعض الببتيدات المماثلة للأفيون في البول والأمعاء لدى بعض الأشخاص المصابين بالتوحد، ولكن لم يتم تأكيد أن هذه الببتيدات تلعب دورًا فعالًا في حدوث أعراض التوحد، تشير الأبحاث الحديثة إلى أن الأسباب المحتملة للتوحد تتراوح بين العوامل الوراثية والبيئية، ولكن لم يتم تحديد سبب واحد محدد حتى الآن.
يجب أن نلاحظ أن النظرية المذكورة في السابق هي واحدة من العديد من النظريات التي تحاول تفسير أصول وأسباب التوحد، ومع ذلك، فإنه لا يوجد اتفاق علمي عام حتى الآن بشأن مدى صحة هذه النظرية، ودور الأفيونات المشابهة للببتيدات في التوحد.
الحمية وأثناء الحمية
تبدأ التساؤلات حول علاج ابني من التوحد بإزالة الحليب ومشتقاته من نظامهم الغذائي، وفي حالة تحسن حالة الطفل بعد ذلك يُنصح بعدم تضمين الحنطة، والشعير، والشوفان، والجاودار في طعامهم.
يتساءل بعض أولياء الأمور هل سيستمر ابني مدى حياته على الحمية؟
يشعر بعض أولياء الأمور بالقلق حول مدى استمرارية الحمية مدى حياة الطفل، الإجابة هي نعم يجب أن تكون الحمية صارمة دون تهاون بدواعي الشفقة والرحمة تجاه الطفل؛ حيث قد تحدث آثار سلبية إذا تم الانحراف عن الحمية.
المرحلة الحرجة في بداية الحمية تتراوح من 14 إلى 21 يومًا؛ حيث يشير تجربة بعض الأهالي إلى حدوث تدهور مؤقت للأطفال التوحديين يتجلى في الاعتماد المتزايد، والبكاء، والخمول، وزيادة التبول والتبرز، والألم، يرجع الباحثون حدوث هذا التدهور إلى انقطاع مادة البيبتايد الأفيوني عن الجسم، وتعتبر هذه العلامات إيجابية، وبالتالي يجب الاستمرار في الحمية.
المدة التي يحتاجها كلًا من الكازيين والجلوتين لإزالتهم من الجسم
يستغرق إزالة الكازيين من الجسم حوالي أسبوعين، بينما يستغرق إزالة الجلوتين فترة تتراوح من خمسة إلى سبعة أشهر قبل أن يتم التخلص منها تمامًا، في حالة حدوث انحراف عن الحمية تحدث ردود فعل مؤقتة تتلاشى في غضون 12 إلى 36 ساعة، مثل: النشاط المفرط، والسلوك العدواني، والهلوسة، والطفح الجلدي، واضطرابات في حركة المعدة؛ لذا يجب أن تكون الحمية صارمة للغاية.
أما بالنسبة لعلامات التحسن التي ستطرأ على التوحدي
بعد الجواب على عدة تساؤلات حول كيفية علاج ابني من التوحد، نود أن نقدم لكم أهم علامات التحسن التي ستطرأ على التوحدي؛ حيث تشمل علامات التحسن زيادة التركيز والانتباه، وتحقيق الهدوء، وانخفاض السلوك العدواني، وتحسن عادات النوم، وتحسن الاتصالات والتناسق الجسدي، وتحسن عادات الطعام، لا يمكن ضمان حدوث النتائج المتوقعة لكل طفل يتبع الحمية؛ ولذلك يجب أن يستشير أولياء الأمور أخصائي تغذية معتمد قبل تغيير نظام طعام أطفالهم التوحديين؛ لتحديد القائمة الغذائية المناسبة لاحتياجات الفرد في اليوم الواحد.
المصادر والمرجع
سوف تحصل على أفضل المعلومات من خلال Treating my son for autism
في نهاية المقال بعد تقديمنا حول عدة أسئلة منها كيفية علاج ابني من التوحد، ومتى يحدث الشفاء الجزئي للشخص المصاب بالتوحد، والتعرف على مهمة الطبيب في تحديد الدواء المناسب للفرد المصاب بالتوحد وتقديم عدة نصائح، نتمنى أن نكون قد أوفينا جميع استفساراتكم، وأن تكون القراءة شيقة ومليئة بالمعلومات المفيدة، نحن مؤسسة اتقان للاستشارات الأكاديمية، كل ما عليك التواصل معنا عبر الواتساب، لتعرف على جميع المعلومات.