أهمية التقويم في المنهج القديم والحديث

  التعليم والتعلم هما عملية أساسية في حياة الفرد، إذ يعتبران ضرورةً حياتيةً وليسا ترفًا، فالتعليم والتعلم يُعَدّان استثمارًا ماديًا يجب أن يتحقق منه عوائد ربحية للجهة المستثمرة، هدفين رئيسيين لعملية التقويم في المنهج القديم والحديث، هما تحقيق تغيير في سلوك المتعلم، سواء كان ذلك تغييرًا معرفيًا، أو مهاريًا، أو حتى انفعاليًا، بالإضافة إلى ذلك، فإن عملية التعليم والتعلم تُنتج مخرجات تُعَبِّر عن مدى تحقيق أهداف التعلم وتمثل الصورة الإجرائية لذلك.

 

تطورت فهمنا لعملية التقويم في التعليم ليتجاوز مجرد قياس تحصيل الطلاب واسترجاع المعرفة العلمية؛ يهدف التقويم اليوم إلى تحقيق أهداف أوسع وشمولية، ويجب أن يتجاوز قياس تحصيل الطلاب فقط، فقد تطور مفهوم التقويم؛ ليشمل جميع الجوانب الهامة المتعلقة بعملية التعليم، وتستخدم المؤسسات التعليمية مجموعة شاملة من العمليات والأساليب؛ لتحقيق أهدافها في تطوير شخصية الطالب بالكامل.

 

عملية التقويم في المنهج القديم والحديث، فالمنهج يتضمن عدة مراحل تتم في تسلسل محدد، هنا هي المراحل الأساسية لعملية تقويم المنهج:

1-تحديد الأهداف

يتم تحديد الأهداف التعليمية والتعلمية المرتبطة بالمنهج، يجب أن تكون هذه الأهداف واضحة وقابلة للقياس.

 

2-تصميم الأدوات والإجراءات

يتم تصميم الأدوات والإجراءات التي ستستخدم لجمع البيانات وتقييم التحصيل الطلابي وتقدمهم، يمكن أن تشمل هذه الأدوات الاختبارات، الاستبانات، المشاريع، الملاحظات، وغيرها.

 

3-جمع البيانات

يتم جمع البيانات المتعلقة بأداء الطلاب وتحصيلهم، والتقدم في تحقيق الأهداف التعليمية، يتم استخدام الأدوات والإجراءات المصممة في المرحلة السابقة لجمع هذه البيانات.

 

4-تحليل البيانات

يتم تحليل البيانات المجمعة وتفسيرها؛ لتقديم فهم أعمق لأداء الطلاب وتحقيق الأهداف التعليمية، يشمل ذلك استخدام تقنيات الإحصاء والتحليل لتفسير البيانات.

 

5-اتخاذ القرارات

بناءً على تحليل البيانات يتم اتخاذ القرارات المتعلقة بتحسين العملية التعليمية، وتعديل المنهج وتطوير استراتيجيات التدريس، يستند اتخاذ القرارات إلى الأدلة القوية المستمدة من عملية التقويم.

 

6-تنفيذ التغييرات

يتم تنفيذ التغييرات والتحسينات المطلوبة في ضوء القرارات المتخذة في المرحلة السابقة، يمكن أن يشمل ذلك تحديث المنهج، تدريب المعلمين، وتحسين البنية التحتية التعليمية.

 

7-مراقبة وتقييم

يتم مراقبة وتقييم تأثير التغييرات المطبقة على العملية التعليمية وتحصيل الطلاب، يتم تكرار عملية التقويم لقياس التحسين، وتحديد المجالات التي تحتاج إلى تعديلات إضافية.

 

1-التقويم المستمر

يعتمد هذا الأسلوب على جمع البيانات وتقييم الأداء على مدار فترة طويلة من الزمن، يتم تكرار التقويم بشكل منتظم؛ للحصول على صورة شاملة لتقدم الطلاب وتحقيق الأهداف التعليمية على مر الوقت.

 

2-التقويم الشخصي

يركز هذا الأسلوب على تقييم تحصيل الطلاب ومهاراتهم في سياق أفراد، يتم استخدام الأدوات والإجراءات المصممة خصيصًا؛ لتقييم تقدم الطالب وتحصيله ومهاراته الفردية.

 

3-التقويم المشترك

يتضمن هذا الأسلوب مشاركة الطلاب في التقويم في المنهج القديم والحديث وتقييم أداء زملائهم، يشجع على التعاون والتفاعل بين الطلاب، ويساعدهم على تطوير مهارات التقويم الذاتي والتقييم النقدي.

 

4-التقويم القائم على المشروعات

يعتمد هذا الأسلوب على تقييم أداء الطلاب من خلال مشروعات ومهام عملية، يتم تصميم المشروعات؛ لتعزيز التفكير النقدي والمهارات العملية والابتكار.

 

5-التقويم القائم على الأداء

يركز هذا الأسلوب على تقييم أداء الطلاب في سياق واقعي أو محاكاة للوضع الحقيقي، يتم تقييم مهارات الطلاب وقدراتهم على تطبيق المعرفة والمهارات في مواقف ومهام عملية.

 

6-التقويم الذاتي

يشجع هذا الأسلوب الطلاب على تقييم أداء أنفسهم وتقييم تحصيلهم وتعلمهم، يتم توفير إرشادات ومعايير واضحة للطلاب؛ لمساعدتهم في تقييم أنفسهم بشكل منصف ودقيق.

 

التقويم في المنهج القديم والحديث لهما مميزات وعيوب تختلف بناءً على السياق التعليمي والتحديات المحددة، هنا سأقدم بعض المميزات والعيوب المشتركة للمنهجين:

اولاً: مميزات المنهج القديم

1-الاستقرار والتماسك

يمتاز المنهج القديم بالثبات والاستقرار؛ حيث يتم تطبيقه لفترة طويلة دون تغيرات كبيرة.

 

2-التركيز على المعرفة الأساسية

يركز المنهج القديم على تنمية المعرفة الأساسية في المواد الأكاديمية الرئيسية، مثل: العلوم، والرياضيات، واللغة.

 

3-الإعداد للامتحانات التقليدية

يستعد المنهج القديم الطلاب للامتحانات التقليدية التي تتطلب حفظ المعلومات وإجابة أسئلة محددة.

 

4-الهيكلية الواضحة

يوفر المنهج القديم هيكلية واضحة ومحددة للمنهاج والمحتوى التعليمي.

 

ثانياً: عيوب المنهج القديم

1-عدم ملائمة التعليم للعصر الحديث

يعتبر المنهج القديم قد يكون غير ملائم لمتطلبات واحتياجات العصر الحديث، مثل: التطور التكنولوجي، والمهارات الحديثة المطلوبة في سوق العمل.

 

2-التركيز الزائد على الحفظ والمعرفة النظرية

يتميز المنهج القديم بالتركيز الزائد على حفظ المعلومات والمعرفة النظرية، بدلًا من تطوير المهارات العملية والتفكير النقدي.

 

3-قلة المشاركة الطلابية

يقتصر المنهج القديم على الطريقة التقليدية للتدريس والتقييم، مما يقلل من فرص المشاركة النشطة والتعلم التفاعلي للطلاب.

 

4-عدم تعزيز التنوع والابتكار

ينتهج المنهج القديم نهجًا أكثر تقييدًا وصلابة، مما يمنع التنوع والابتكار في عملية التعلم والتدريس.

 

اولاً:مميزات المنهج الحديث

1-التأكيد على تطوير المهارات الحديثة

يركز المنهج الحديث على تطوير المهارات الحديثة، مثل: التفكير النقدي، التعلم النشط، التعاون، والابتكار.

 

2-تكنولوجيا التعلم

يستفيد المنهج الحديث من التكنولوجيا في عملية التعلم والتدريس، مما يوفر فرصًا للتعلم التفاعل، والتفاعل مع المواد التعليمية بشكل أكثر تفاعلية وشيقة.

 

3-التعلم القائم على المشروعات

يشجع المنهج الحديث الطلاب على التعلم؛ من خلال مشروعات عملية وتطبيقية، مما يعزز التفكير الإبداعي وحل المشكلات العملية.

 

4-التقويم المتنوع

يوفر المنهج الحديث أساليب تقويم متنوعة تتيح للطلاب فرصة لتقييم أدائهم بطرق مختلفة، مثل: التقييم الذاتي، والتقييم النظير إلى نظير.

 

ثانياً: عيوب المنهج الحديث

1-التحديات التكنولوجية

يتطلب المنهج الحديث استخدام التكنولوجيا التعليمية، وهذا قد يواجه تحديات في توفير البنية التحتية المناسبة والتدريب اللازم للمعلمين.

 

2-زيادة الاعتماد على الإنترنت

يعتمد المنهج الحديث على استخدام الإنترنت والتعلم عن بعد، وهذا قد يكون تحديًا للطلاب الذين ليس لديهم الوصول المناسب للإنترنت، أو التكنولوجيا.

 

3-التدريب المستمر للمعلمين

قد يتطلب المنهج الحديث تدريبًا مستمرًا للمعلمين؛ لاستخدام التكنولوجيا التعليمية، وتطبيق الأساليب الحديثة، وهذا قد يكلف وقتًا وجهدًا إضافيًا.

 

4-التقييم الشامل

يمكن أن يكون التقييم المستمر والشامل المستخدم في المنهج الحديث مكلفًا من حيث الوقت والجهد؛ حيث يتطلب تقييم متواصل لتحقيق الأهداف التعليمية.

 

الجوانب التي يطالها التقويم

توجد عدة جوانب يتم تقييمها في التقويم في المنهج القديم والحديث، وتشمل ما يلي:

♦المعرفة والمهارات المتعلقة بالمادة

♦تقييم المعرفة السابقة للطالب وقدرته على التذكر والفهم.

♦تقييم قدرة الطالب على تحديد النقاط والمفاهيم المهمة.

♦فحص المفاهيم الخاطئة والتصورات السابقة لدى الطلاب.

♦تقييم قدرة الطالب على ربط السياقات والنصوص من خلال ملء الفراغات.

♦تقييم قدرة الطالب على التلخيص وكتابة الملاحظات المختصرة.

♦تقييم قدرة الطالب على تحديد النقاط الأكثر غموضًا بالنسبة له.

 

مهارات التحليل والتفكير النقدي

♦تقييم قدرة الطالب على التصنيف باستخدام شبكة التصنيف.

♦تقييم قدرة الطالب على تحديد الملامح المميزة للأشياء وترتيبها في نسق معين.

♦تقييم قدرة الطالب على تحديد وعرض وجهات نظر معارضة ومؤيدة لفكرة ما.

♦تقييم قدرة الطالب على بناء مصفوفات لتحليل الأشياء.

♦تقييم قدرة الطالب على التمييز بين المعلومات الصحيحة والادعاءات.

♦تقييم قدرة الطالب على تحديد التناقضات وعدم الاتساق في عملية الاستدلال والاستنتاج.

♦تقييم قوة البرهان أو الادعاء.

♦تقييم مدى مصدقيه مصدر المعلومات أو الأخبار.

 

مهارات التركيب والتفكير الإبداعي

♦تقييم قدرة الطالب على إنتاج مترادفات أو بدائل أو أفكار متعددة.

♦تقييم قدرة الطالب على توليد أفكار متنوعة غير متوقعة.

♦تقييم قدرة الطالب على تغيير مسار تفكيره مع تغيير المتطلبات.

♦تقييم قدرة الطالب على كتابة النصوص والأشعار وتجميع الأجهزة المختبرية.

 

مهارات حل المشكلات

♦تقييم قدرة الطالب على تحديد المشكلة.

♦تقييم قدرة الطالب على تحديد الهدف أو المقصود.

♦تقييم قدرة الطالب على تحليل المبادئ، أو العلاقات، أو النماذج.

♦تقييم قدرة الطالب على تقييم الخيارات المتاحة لحل المشكلة.

♦تقييم قدرة الطالب على توليد استراتيجيات مختلفة لحل المشكلة.

♦تقييم قدرة الطالب على تنفيذ الاستراتيجية المختارة وتقييم فعاليتها.

♦تقييم قدرة الطالب على التعامل مع العوائق والتحديات أثناء حل المشكلة.

♦تقييم قدرة الطالب على استخدام الموارد المتاحة بفعالية.

♦تقييم قدرة الطالب على تقييم النتائج وتوصية بخطوات لتحسينها.

 

أنواع التقويم

أنواع التقويم في المنهج القديم والحديث في الكتب المدرسية، يمكن تصنيفها كما يلي:

1-التقويم التكويني أو البنائي

يتم تنفيذه أثناء العملية التعليمية؛ يهدف هذا التقويم إلى تحديد الصعوبات والمشكلات التي تعيق تحقيق الأهداف المعلمة، يشمل التقويم التكويني: النشاطات والتدريبات، والتمارين، والرسوم البيانية التي تستخدم في تقديم المادة الدراسية، سواء كان ذلك على مستوى الدرس أو الوحدة أو الفصل.

 

2-التقويم الخاتمي

يأتي في نهاية الدرس أو الوحدة أو الفصل الدراسي على شكل أسئلة متنوعة؛ يهدف هذا التقويم إلى قياس تعلم الطلاب وفهمهم للمواد المدرسة، تتميز أسئلة التقويم الختامي، بأنها تركز على أهداف الدرس وتقيس مستوى تحقيقها، ومن أمثلة أسئلة التقويم الخاتمي: تعريف المحلول، والمذيب، والمذاب، وحساب تركيز المحلول الناتج عن إذابة كمية معينة من المادة في الماء.

 

خلاصة في مجال التقويم

♦توفير تنوع في أنشطة التقويم لقياس مختلف المعارف والمهارات بدقة.

♦يجب أن تقيس أهداف متعددة، مثل: المعرفة، والفهم، والتحليل، والتركيب، والتقويم.

♦استخدام أساليب تقويم متنوعة تدعم تعلم الطلاب وتشجعهم على المشاركة والتفاعل، وإجراء التجارب العملية والمشروعات.

♦يجب أن تدعم هذه الأساليب أداء المعلم في الفصل التعليمي، وتوفير ردود فعل صادقة ومفيدة لتحسين التعلم.

♦مراعاة الإبداع والتفرد في التقويم، وتنويع مستويات الأسئلة وأنواع الأهداف التي تقيسها.

♦يجب أن تلبي الأنشطة والتدريبات اهتمامات الطلاب، وتناسب مستوياتهم واحتياجاتهم.

♦ضمان وجود عمليات التقويم البنائي في وحدات الكتاب والدروس، وتوفير أسئلة وأنشطة تقويمية مناسبة في نهاية كل وحدة أو درس.

♦تنظيم الفقرات والأنشطة التقويمية بشكل تدريجي ومنتظم.

♦مراعاة أن التقويم جزءً لا يستغنى الكتب المدرسية عن استخدام الأجهزة الذكية في المستقبل القريب.

♦ واستخدام الأجهزة الذكية في التعليم يمكن أن يكون له العديد من الفوائد، بما في ذلك:

1-التفاعل والمشاركة

يمكن استخدام الأجهزة الذكية لتشجيع التفاعل والمشاركة النشطة في الفصل الدراسي، يمكن للطلاب استخدام الأجهزة الذكية للإجابة على الأسئلة، والمشاركة في الأنشطة التفاعلية، وتبادل الأفكار والموارد مع بعضهم البعض.

 

2- الوصول إلى المعلومات

يمكن للأجهزة الذكية أن توفر وصولًا سهلًا وسريعًا إلى مصادر المعلومات عبر الإنترنت، يمكن للطلاب البحث عن المعلومات، وقراءة المقالات والدراسات والكتب الإلكترونية ذات الصلة بالمواضيع التي يدرسونها.

 

3-التعلم التفاعلي

يمكن استخدام الأجهزة الذكية لتقديم تجارب تعليمية تفاعلية، يمكن استخدام التطبيقات والبرامج التعليمية؛ لإظهار النماذج الثلاثية الأبعاد، والمحاكاة والألعاب التعليمية لتوضيح المفاهيم وتعزيز التفاهم.

 

 

المصادر والمرجع

سوف تحصل على جميع المعلومات من خلال Calendar in the old and modern curriculum

 

في نهاية المقال بعد تقديمنا حول التقويم في المنهج القديم والحديث ومراحله، ومعرفة أهم أساليب التقويم الحديث، والتعرف على مميزات وعيوب المنهج القديم والحديث، نتمنى أن نكون قد أوفينا استفساراتكم، وأن تكون القراءة شيقة ومليئة بالمعلومات المفيدة، نحن مؤسسة اتقان للاستشارات  الأكاديمية نقدم لك عمل أبحاث لطلاب الجامعات ، لدينا فريق عمل متخصص ، كل ما عليك التواصل معنا عبر الواتساب.